مسيرة جماهيرية بالعاصمة صنعاء تنديداً ورفضاً لجريمة حرق القرآن الكريم
صنعاء – 6 محرم 1445هـ
شهدت العاصمة صنعاء عصر اليوم مسيرة جماهيرية كبرى غضبا وتنديداً ورفضاً لجريمة حرق القرآن الكريم تحت شعار “الغضب الشعبي ضد التمادي في جرائم إحراق المصحف الشريف”.
وأدّانت الحشود الجماهيرية، بأشد العبارات تكرار جرائم حرق المصحف الشريف والاعتداء على المقدسات والرموز الإسلامية، في السويد والدنمارك وغيرها من دول الكفر.
ورددت الحشود وهي رافعة للمصحف الشريف، هتافات غاضبة ومستنكرة لتمادي الغرب في جرائم حرق القرآن الكريم وإصراره على الإساءة للأمة الإسلامية ومقدساتها.. مؤكدة أن هذه الجريمة تأتي في سياق الحرب الصهيونية العدوانية التي تستهدف الإسلام والمسلمين.
وعبر المشاركون في المسيرة الغاضبة عن الرفض القاطع لإمعان السويد والدنمارك في الإساءة لكتاب الله.. داعين كل الشعوب والحكومات الإسلامية إلى مقاطعة دولة السويد اقتصادياً وسياسياً وتجريم أي تعامل مع هذه الدولة المعادية للإسلام والمسلمين.
وأكدوا أن هذه الأفعال المشينة لن تزيد الشعب اليمني وغيره من الشعوب الإسلامية إلا تمسكا بالقرآن الكريم والدفاع عن المقدسات الإسلامية.. مطالبين الأنظمة العميلة إلى الخروج عن صمتها وإعلان مواقفها إزاء جريمة حرق المصحف الشريف والإساءة لمقدسات المسلمين.
وقام المشاركون في المسيرة الجماهيرية الحاشدة، بإحراق العلمين الصهيوني والأمريكي باعتبارهما رمز الغطرسة ومن يقف خلف هذه الجرائم بحق المقدسات الإسلامية.
وفي المسيرة، أكد نائب وزير الإرشاد وشؤون الحج والعمرة العلامة فؤاد ناجي، في كلمة علماء اليمن، أن الشعب اليمني العظيم خرج اليوم ليقول لأحفاد اليهود ومن يدور في فلك اللوبي الصهيوني أنهم لن يستطيعوا محو القرآن الكريم من قلوب اليمنيين وبيوتهم ومساجدهم.
وأشار إلى أن هذه الخطوات الاجرامية هي دليل على قرب زوال هذا العالم الملحد المارق، الذي بدلا من أن يستهدي بكتاب الله ويستنير بنوره، يحرقه بناره ضنا منه أنه سيطفئ نور الله.
وأوضح أن شعب اليمن خرج ليقول للعالم بأن وراء القرآن أمة القرآن وأن الإساءة إلى كتاب الله هي إساءة لأمة ملياري مسلم في أنحاء المعمورة.. مؤكداً أن إحراق المصحف هو فضح لأعداء الأمة وتحديد للبوصة من جديد نحو أعداء القرآن، ومؤامراتهم تجاه أمة الإسلام.
وقال العلامة ناجي “خرجنا اليوم لنقول أن من أحرق القرآن وراءه اللوبي اليهودي الصهيوني الذي يريد أن يحرف الأنظار عما يدور في فلسطين المحتلة، والأزمة التي يعانيها الكيان المؤقت والتي تحدق ببقائه وتؤثر على وجوده، وتثبت أنه إلى زوال بإذن الله”.
وأوضح أن إحراق الدول المارقة لنسخ من المصحف، هو دليل على إجرامها وتبعيتها للوبي الصهيوني، وخضوعها لأمريكا والموساد الصهيوني الذي يصدر أزماته إليها.. مؤكداً على أهمية مقاطعة السويد والدنمارك وأي دولة تعتدي على كتاب الله، كواجب شرعي من خلال مقاطعة بضائعهم ومعاداتهم.
واعتبر نائب وزير الإرشاد المقاطعة الاقتصادية سلاح فعال.. وقال :”لو أن الأمة خرجت كشعبي اليمن والعراق ومحور المقاومة وحكوماتها، لتراجعت تلك الدول المارقة عن جرائمها بحق كتاب الله والإساءة لرسول الأمة النبي محمد صلوات الله عليه وآله وسلم”.
ولفت إلى أن من يحرقون القرآن تحت يافطة حرية التعبير يفضحون أنفسهم بأنفسهم، حينما لا يسمحون بحرق أعلام المثليين والشواذ تحت أي يافطة أو أي عنوان، كما يفضحون أنفسهم عندما يغلقون المواقع التي تتحدث عن اليهود بحجة معاداة السامية، بينما يعتبرون إحراق القرآن حرية تعبير وهذا هو الوجه الحقيقي لدول الاستكبار.
وأشار إلى أن هذه الجريمة النكراء ستعمل على إيقاظ ملياري مسلم من سباتهم ليعودا إلى كتاب الله ويتمسكون به، كما ستدفع غير المسلمين من الأحرار لقراءة القرآن، وتحفز العالم الإسلامي على مقاطعة بضائع الدول المسيئة.
وأضاف “العجب كل العجب هو من بعض الدول العربية والإسلامية التي أقامت الدنيا ولم تقعدها حينما أسيء إلى ملوكها وأمرائها، كما فعل النظام السعودي مع كندا حينما أساء للسعودية، أما القرآن الكريم فليس له تلك الحمية والغيرة”.
وأكد العلامة ناجي أن خروج الشعب اليمني المشرف، يأتي في سياق المواقف المشرفة لأبناء اليمن رغم الضائقة المعيشية وما انتجه العدوان والحصار على البلد، لكن ذلك لم يمنع اليمنيين من الخروج من أجل كتاب الله في كل المحافظات والساحات ليسمع العالم بأن وراء القرآن أمة لا يمكن أن تتهاون نحو هذه الإساءة الكبيرة.
وجدد التأكيد بأن القرآن الكريم والمشروع القرآني سينتصر على مشاريع المثلية والشذوذ والمشاريع الاجرامية التي يحملها الغرب ويدافع عنها.
فيما أشار مستشار المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح إلى أن هذا الحضور الجماهيري هو تعظيم وتشريف وتمجيد لكتاب الله، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وجهاد في وجه تيار الإفساد والانحلال.
وتساءل :”لماذا يتعمد المجرمون والمفسدون في الأرض استفزازنا في أقدس مقدساتنا، في كلام ربنا العظيم، كتاب الله، النور المبين”.. لافتا إلى أن الغرب الكافر يدرك جيدا أثر كتاب الله على واقع البشرية، كونه الكتاب الوحيد الذي يقرأ في كل يوم مئات الملايين من المرات ويتردد صداه في كل الأرجاء.
وأوضح أن الصهيونية وصلت إلى مرحلة العقم والافلاس، ولم تعد قادرة على تسويق نفسها لدى الشعوب الغربية، ولذلك تريد إلهاء هذه الشعوب بهذا الاستفزاز وإدخال الشعوب الإسلامية في معركة متواصلة مع الغرب، وتكون الصهيونية هي المستفيد الأول منها.
وقال :”هم يدفعون الأموال ويقفون بكل ثقلهم وراء التخطيط والتنظيم لهذه الجرائم حتى يشغلون الناس عن جرائم وإفلاس مشروعهم في الهيمنة على العالم وعلى بلدان المنطقة ومقدراتها.. مشيرا إلى الهزائم التي تتلقاها الصهيونية على أيدي المقاومة في فلسطين ولبنان.
وبين العلامة مفتاح أن المشروع الامريكي الذي تقوده الصهيونية يفشل في كل بلدان العالم لذلك يريدون خلق صراع بين الشعوب والأمم ويدفعون وراء هذه الجرائم.
وأضاف” نقول للصهيونية العالمية ودولتي السويد والدنمارك وأي نظام في أي بلد في العالم ينظم ويصرح ويسمح بالإساءة إلى كتاب الله ودين الله بأننا سنبدأ من الآن تصنيف السويد دولة معادية للإسلام.
ودعا كل دول وشعوب الأمة الى تصنيف السويد دولة معادية للإسلام، وإلى مقاطعة كافة المنتجات السويدية والدنماركية ومنتجات أي بلد ينظم الاساءة الى كتاب الله والمقدسات الإسلامية.. مؤكدا أن هذه الجرائم ستدفع الشعوب في أوروبا وكل العالم إلى الإقبال على القرآن الكريم والتعرف عليه.
وأكد مستشار المجلس السياسي الأعلى أن جرائم الإساءة للقرآن الكريم من شأنها إثارة الكراهية بين الشعوب والتي ستكون السويد أول من يكتوي بنارها، وكذلك أبناء الجاليات الاسلامية في دول أوروبا الذين يتعرضون لهذا الاستفزاز قبل غيرهم.
كما أكد أن من يصرح وينظم ويدعم للإساءة الى القرآن فإنه يدعو إلى اثارة الحروب بين الشعوب والأمم ويحرض على الكراهية.
وقال :” ندعو السويد والدنمارك وكافة الدول إلى منع تكرار هذه الجريمة، وإذا تكررت فإننا قد نتجه إلى مرحلة الجهاد في كل ميادين الجهاد لمواجهة كل من يسيء إلى ديننا ومقدساتنا وفي مقدمتها كتاب الله”.
وحمل العلامة مفتاح قادة الانظمة العربية والإسلامية المسؤولية عن تكرار هذه الجرائم إذا سكتوا وتخاذلوا ولم يتخذوا المواقف التي تليق بكرامة وإنسانية شعوبهم.. مؤكدا بأن الموقف يتطلب منهم طرد سفراء السويد واستدعاء سفرائهم لدى السويد، والعمل على مقاطعة منتجاتها، كما فعلت الجمهورية اليمنية بقيادة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي والمجلس السياسي الأعلى.
وأشار إلى أن الجمهورية اليمنية أصدرت لائحة بالشركات السويدية التي يتم العمل على مقاطعتها .. داعيا كافة الأنظمة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وكل الهيئات والاتحادات الإسلامية إلى إصدار بيانات مماثلة ودعوة المجتمعات والحكومات إلى مقاطعة المنتجات السويدية على الفور.
وأضاف العلامة مفتاح :” نحن على ثقة ويقين بأن القرآن منتصر، وأن كلام الله هو الأعلى، وأن الاساءات التي تأتي من هؤلاء الانجاس إلى كتاب الله لا تنتقص من مكانته وقدره، فهو عظيم جليل رفيع منتصر”.
وجدد الإدانة والاستنكار لهذه الجريمة.. داعيا إلى تسليم المجرم المتطرف الذي أقدم على حرق المصحف وكافة المجرمين من أمثاله إلى القضاء الاسلامي في العراق أو أي بلد.
وحيا موقف الشعب والحكومة العراقية وكل الشعوب الحية في لبنان وفي كل مكان الذين خرجوا للتعبير عن الرفض والاستنكار والشجب لهذه الجريمة.
كما حيا الخروج المشرف للشعب اليمني إلى هذه الساحة وكل الساحات.. داعيا الى استمرار الفعاليات لإظهار الاستنكار والإدانة والاستعداد للدفاع عن دين الله والمقدسات الإسلامية.
وأكد بيان صادر عن المسيرة الجماهيرية تلاه مستشار المجلس السياسي الأعلى محمد طاهر أنعم، أن جرائم الإحراق المتكررة التي تحدث في السويد والدنمارك جرائم شنيعة يعمل عليها وعلى إذكائها اللوبي اليهودي الخبيث وتنصاع له الحكومات الغربية.
وأوضح أن الحكومات الغربية رضيت لنفسها أن تكون أداة طيعة بيد الصهيونية العالمية الساعية لنشر كل أنواع الفساد في العالم.. مبيناً أن الحقد الغربي واليهودي على الإسلام والمسلمين، حقيقةٌ تتجلى في كل عصر، وبجرائم الإحراق هذه تسقط كل ادعاءات الغرب حول الديمقراطية وحرية التعبير.
وأكد البيان، أنه لا يكفي أن تتوقف حكومات السويد والدنمارك عن منح تراخيص الإحراق، بل يلزمها تقديم الاعتذار للمسلمين كافة، والتعهد بعدم منح تراخيص الإحراق مرة أخرى.
وطالب الدول الإسلامية بعقد قمة طارئة تنتصر فيها للقرآن الكريم والاتفاق على سياسات محددة ترد بها على الحكومات التي تتطاول على كتاب الله.
ودعا البيان الشعوب الإسلامية قاطبة لتحمل المسؤولية والانتصار للقرآن الكريم بكل السبل المتاحة، والعمل على مقاطعة البضائع السويدية والدنماركية، وبضائع أي دولة تتجرأ على القرآن الكريم أو أي من مقدسات الإسلام والمسلمين.
وحيا البيان، الحكومات العربية والإسلامية التي طردت السفير السويدي لديها.. داعيا باقي الدول الإسلامية أن تنحو ذات المنحى في قطع العلاقات مع السويد والدنمارك.
كما دعا البرلمانات الإسلامية إلى إصدار قوانين تنتصر للقرآن الكريم وتكون ملزمة للحكومات لديها.. مؤكداً أن الشعب اليمني يشعر بالغضب العارم إزاء جرائم إحراق القرآن، وأنه ماضٍ في مقاطعة البضائع السويدية والدنماركية، ولن يتوان عن أي عمل متاح ينتصر به لله ولرسوله ولكتابه الكريم وللمقدسات الإسلامية.
واختتمت المسيرة بالدعوة للمشاركة الواسعة في حملة التغريدات التي ستنطلق مساء اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي، رفضاً وغضباً لإساءات الغرب المتكررة للقرآن الكريم.