
نص البيان الختامي للمؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم
البيان الختامي للمؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلم – صنعاء ١٤٤٧هـ
الحمد لله الذي هدانا لحمده، وجعلنا من جنده، والصلاة والسلام على خير الأنام، الذي أخرجنا من ظلمات الجهل إلى نور الإسلام، سيدنا محمد وعلى آله الأعلام، ورضي الله عن صحابته الكرام.
أما بعد:
بفضل الله ومنه وكرمه انعقد المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلم برعاية مباركة من السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله وإشراف وتنظيم ومتابعة من الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم، خلال الفترة من ٢١ -٢٣ ربيع الأول ١٤٤٧ هـ الموافق ١٣ – ١٥ سبتمبر ٢٠٢٤م، بمشاركات بحثية محلية ودولية، وحضور جماهيري كبير، ومتابعة عدد من القادة ورجال الأعمال وممثلين عن المؤسسات الحكومية والأهلية.
وكان المؤتمر الدولي الثالث قد عقد حفل الإشهار في جامعة صنعاء في شهر ذي الحجة سنة ١٤٤٦هـ، برعاية وحضور الشهيد الأستاذ أحمد غالب الرهوي رئيس الوزراء، وحضور الأستاذ العلامة محمد مفتاح نائب رئيس الوزراء ورئيس الهيئة الاستشارية للمؤتمر، وحضور الشهيد الأستاذ محمد المولد وزير الشباب والرياضة، وحضور وزير التربية والتعليم والبحث العلمي الأستاذ حسن الصعدي، وعدد من الوزراء والمسؤولين والإعلاميين، حيث قام رئيس المؤتمر الدولي الثالث الأستاذ الدكتور القاسم عباس بتوضيح وعرض ما تضمنه الإطار المرجعي للمؤتمر، وقد حظي حفل الإشهار بتغطية إعلامية كبيرة.
وفي ٢١ ربيع الأول ١٤٤٧هـ افتتح المؤتمر أعماله بحفل خطابي مهيب حضره عدد من مسؤولي الدولة، ورؤساء الجامعات الحكومية والأهلية، وغيرهم من القادة في مختلف المؤسسات المحلية والإقليمية.
وفي حفل الافتتاح ألقي عدد من الكلمات التي واكبت مضامينها المؤتمر الدولي الثالث وأهميته في تفعيل الأبحاث العلمية المرتبطة بالرسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله وربطها بالواقع العملي الذي يعيشه شعبنا اليمني وأمتنا الإسلامية، وتزويد المؤسسات الرسمية وغير الرسمية بعوامل الازدهار والتنمية المستمرة في ظل الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة في ظل ثقافتنا القرآنية.
وقد تخلل أيام انعقاد المؤتمر جلسات بحثية في المحاور السبعة في برنامج عروض الأبحاث العلمية من خلال الجلسات والمشاركات المحلية والدولية، في ظل حضور جماهيري وتغطية إعلامية توثق برنامج المؤتمر أولاً بأول، وتواكب الجلسات بشكل حثيث.
ووزعت مطوية المؤتمر الدولي الثالث للتعريف بالمؤتمر لدى الحضور الجماهيري والأكاديمي المواكب لهذا الحدث العلمي المهيب، ونشر – كتاب ملخصات أبحاث المؤتمر؛ ليعكس الثمار النوعية التي تضمنتها الأبحاث العلمية في مختلف المحاور.
ولا يزال العمل مستمرا في تنقيح كتاب أبحاث المؤتمر الدولي الثالث، الذي سيتم إصداره لاحقا متضمنا الأبحاث المعتمدة إن شاء الله.
وقد انعقد المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم في إطار الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف الذي يجدد فينا روح التأسي والاتباع العملي لرسولنا الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله، ونسأل الله – جلت قدرته – أن يتقبل منا جميعًا هذه الجهود، وأن يمنحنا تأييده ونصره في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس في مساندة ونصرة إخوتنا من أبناءالشعب الفلسطيني، والتي نؤكد فيها ما أكده السيد القائد – يحفظه الله – من استمرارانا في مواجهة العدو الصهيوني بأسلحتنا المطورة ومواقفنا الجهادية حتى يتحقق نصر الله.
وتجدر الإشارة إلى أن الإطار المرجعي للمؤتمر الدولي الثالث قد تضمن الأهداف والمدخلات والعمليات التي تضمنتها المحاور البحثية وموضوعاتها الرئيسة التي خاض غمارها الباحثون ببراعة واقتدار تحت إشراف الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم بلجانها الإشرافية والعلمية والتحضيرية، والتي أتت ثمارها – بحمد الله – – من خلال نجاح انعقاد المؤتمر الدولي الثالث، ومن خلال المخرجات البحثية التي بلورت إلى خطط عملية بحثية يمكن تطبيقها في الواقع العملي بإذن الله تعالى.
ومن خلال إحصائيات المؤتمر فقد بلغ عدد أبحاث المؤتمر الدولي الثاني المقبولة ( ٢٤١)أبحاث، منها ( ٤١) أبحاث خارجية من.
وقد كانت الأبحاث المقبولة موزعة على محاور المؤتمر كالآتي:
المحور الثقافي والإجتماعي (٤٧)
المحور السياسي والإداري(٥٨)
. المحور الاقتصادي (٤٧ ).
. المحور التربوي والتعليمي ( ٤١).
. المحور المهني والحرفي والصناعي ( ١٠).
المحور الإعلامي ( ١٣).
المحور الأمني والعسكري ( ٢٤).
وقد خرج المؤتمر الدولي الثالث بجملة من التوصيات التي نورد أهمها فيما يأتي:
أولاً: تأييد ومساندة قيادتنا الرشيدة ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي فيما تضمنته خطاباته وتوجيهاته ومواقفه الحكيمة في دعم محور الجهاد والمقاومة والاستمرار في مواجهة الاعتداءات الأمريكية الصهيونية في اليمن وفلسطين، ولبنان وبذل النفس والمال، وتفعيل الخيارات العسكرية.
ثانيا: إدانة واستنكار العمليات الإجرامية التي يقوم بها العدو الصهيوني في اليمن وفلسطين -ولبنان وغيرها من الدول التي انتهك العدو الصهيوني سيادتها بالعدوان عليها ومنها جريمة استهداف حكومة البناء والتغيير ، ونجدد عهدنا لله ثم لدماء الشهداء بأننا ماضون في مواجهة العدو الصهيوأمريكي في فعالياتنا الثقافية ومظاهراتنا الجماهيرية.
ثالثا : نشد على أيدي الإخوة المجاهدين في قواتنا المسلحة بالاستمرار في العمليات العسكرية التي تقض مضاجع الأعداء وتساند أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم المحاصر.
رابعا: دعوة الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى إيقاف الحصار والتجويع والجرائم البشعة التي يقوم بها العدو الصهيوني في قطاع غزة.
خامسا: إقرار مخرجات المؤتمر الدولي الثاني الذي انعقد عام ١٤٤٦ هـ
سادساً : دعوة المسلمين جميعًا إلى الاقتداء بالرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله امتثالاً لقول الله تعالى : ((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)) خصوصا في مواجهة اليهود ومن يدور في فلكهم.
سابعًا: دعوة القيادة السياسية إلى دعم وتشجيع الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم في جهودها المثمرة في رعاية وتنظيم المؤتمرات العلمية البحثية.
ثامنا: عقد ورشة لصياغة خطة عملية قابلة للتنفيذ في الواقع العملي في محاور المؤتمر الدولي الثالث؛ لصياغة المخرجات، وتنفيذ التوصيات، ورسم آليات التنفيذ، وتحديد الجهات المسؤولة عن التنفيذ؛ لكي تؤتي أبحاثنا العلمية ثمارها على أرض الواقع بالتعاون والتنسيق مع الجهات المسؤولة ذات العلاقة.
تاسعا: تشجيع مراكز البحوث على صياغة لوائحها من ثقافتنا القرآنية لتترافق مع مسارنا العملي في معركتنا التنموية المستمرة في بناء دولتنا اليمنية الحديثة وفق الشعار الذي رسمه الشهيد الرئيس صالح الصماد يد تبني ويد تحمي”.
٢- التوصيات الخاصة
أولاً: المحور الثقافي والاجتماعي
١- توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في نشر الثقافة القرآنية، والتعريف بشخصية الرسول الأعظم من خلال القرآن الكريم.
٢- تصميم برامج توعوية ووقائية للشباب والمراهقين قائمة على تعزيز الصحة النفسية من خلال القرآن الكريم والمنهج النبوي.
٣- إنشاء منصة إلكترونية تحتوي على موارد ومقاييس وأدلة إرشادية تعتمد على النموذج القرآني النبوي في الصحة النفسية.
ثانيا: المحور السياسي والإداري
٤- التصدي لسياسات الهيمنة والتبعية التي تمارسها القوى الغربية في العلاقات الدولية تجاه الأمة الإسلامية، والتي تحاول فرض الهيمنة الأمريكية، وتحقيق المشروع الصهيوني.
ه – دعم إنشاء مراكز بحثية تُعنى بالفكر السياسي القرآني وإعداد دراسات تحليلية تبرز البعد التحرري للمقاطعة، وتقدم بدائل علمية للسياسات الحالية.
٦- تعزيز الاتجاهات الإيجابية للطلبة نحو القضية الفلسطينية عبر المناهج الجامعية وغيرها.
ثالثا: المحور الاقتصادي:
١-تطوير وتحديث التشريعات المعززة للتنمية الاقتصادية كالاستثمار والتصنيع والخدمات المالية والمصرفية.
٢- تنظيم الإنتاج الزراعي والسمكي بما يحقق الأمن الغذائي وفقا لمنهجية سلاسل القيمة والمشاركة المجتمعية.
– الاهتمام بالتنمية الصناعية، وتبني سياسة الهندسة العكسية؛ لتوطين التكنولوجيا بأنواعها المختلفة بما يسهم في تقليص فاتورة الاستيراد من الخارج.
رابعا: المحور التربوي والتعليمي
١- إدماج المنهج القرآني والنبوي في المناهج التعليمية بما يعزز القيم، التفكير النقدي وبناء شخصية متوازنة قادرة على مواجهة التحديات.
٢-ربط مخرجات التعليم بسوق العمل والمجتمع من خلال تحديث المناهج وإدماج مهارات القرن الحادي والعشرين والتعلم القائم على المشاريع.
٣- تشجيع البحوث التطبيقية والدراسات المستقبلية التي تربط السيرة النبوية والمشروع القرآني بالقضايا التربوية والسلوكية المعاصرة وتقدم حلولاً علمية.
خامسا: المحور المهني والحرفي والصناعي
١- ضرورة دمج مفاهيم الإبداع والابتكار وأخلاقيات المهنة في ضوء الثقافة القرآنية في المناهج والبرامج التعليمية والتدريبية المهنية والحرفية؛ لتعزيز وتنمية قدرات الشباب وتوجيههم نحو الابتكار المنتج.
٢-دعم العمال المهرة من خلال الحماية والتدريب والتمويل للحفاظ على الموارد البشرية وضمان التنمية المستدامة الحماية الهوية اليمنية.
٣-ضرورة دعم سياسات التنمية التي تدمج الصناعات الحرفية التقليدية في خطط الاقتصاد للصناعات النسيجية اليدوية اليمنية.
سادسا: المحور الإعلامي
١- إدماج التربية الإعلامية الرقمية كمنهج دراسي لتعليم الطلاب مهارات التحقق والتفكير النقدي لفهم طبيعة وسائل الإعلام الإلكترونية.
تعزيز الشراكة بين المؤسسات الدينية والإعلامية لمواجهة الشائعات ذات البعد العقائدي أو القيمي.
– إنشاء مراصد خاصة للمعلومات المضللة والأخبار الزائفة، وتفنيدها على مستوى المحافظات والمديريات، ومواجهة مروّجيها بالحقائق والأخبار الصادقة.
سابعا: المحور الأمني والعسكري
1- إبراز دور الهوية الإيمانية في بناء عقيدة الردع لدى القيادة اليمنية والمقاومة الشعبية.
٢- التعمق في دراسة وتحليل إستراتيجيات النبي الأكرم في إدارته للمعارك العسكرية.
تعزيز التكامل بين محور الجهاد والمقاومة، وتبادل الخبرات
…
والله حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير…..
صادر عن المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلم
بتاريخ: الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول ١٤٤٧هـ الموافق ١٥ سبتمبر ٢٠٢٥م
العاصمة صنعاء